في ايام الصبا كنت اهوي القراءة بشدة وكنت اقرا كل ما يقع في يدي من كتب او مجلات
وفي احدي المجلات قرات موضوعا عن دولة تشيلي وطاغيتها " اوجست بينوشيه " وكيف يتم اختطاف المعارضين والمطالبين بالحرية واختفاءهم دون معرفة مصيرهم هل هم احياء ام اموات
ووصفها كاتب المقال بالدولة البوليسية وقتها وبالنسبة لمستوي عمري وتفكيري لم افهم معني الدولة البوليسية
في هذه الفترة كانت مصر تعيش تحت حكم العسكر .رئيس الجمهورية و الوزراء و المحافظون و مديري المؤسسات كلهم عسكر سابقون
كنت افهم ان الدولة محكومة بقوة الجيش فهو في النهاية جيش يدخل حروب ويهزم جيوش اخري فكيف يستطيع الشعب الأعزل ان يقف امام الجيش اما فكرة ان يحكم ديكتاتور امة بقوة البوليس فقط فكانت فكرة غريبة بالنسبة لي ربما لأن البوليس المصري بالنسبة لي كان يتمثل في عسكري المرور المهندم الذي ينظم حركة السيارات او في عسكري المطافي الذي كنت اراه وانا ذاهب لمدرستي يغسل سيارة المطافي كان هذا في فترة الستينيات من القرن الماضي كنت اعتبر ان ضابط البوليس هو فرد من الشعب موظف يقوم بعمله ويعود بعد العمل الي اسرته وبيته مثل اي موظف يشعر بما يشعر به المواطن اما الجيش فهؤلاء جنود وضباط يعيشون في معسكرات بعيدة عن الناس يمارسون فيها الضبط والربط ولهذا لا يشعرون بما يحس به الناس .
والان بعد هذا العمر الطويل عرفت بالتطبيق الواقعي معني كلمة الدولة البوليسية فقد اصبحنا نقع في هذا التصنيف يحكمنا بينوشيه آخر مسيطرا بقوة البوليس او الذي يلعب دور البوليس اما باقي الشعب اي نحن . فنحن الخارجين عن القانون . قانون الحاكم طبعا ونحن اللصوص والأرهابيين و الغوغاء وكل الصفات السيئة التي ينعم بها علينا السيد بينوشيه
وفي النهاية كان ما اسعدني منذ زمن طويل اني قرات في نهاية المقال كيف انتهي الأمر بالسيد بينوشيه
فهل يسعدني الزمن مرة اخري و اري نهاية بينوشيه آخر
الحضرة البهية لبنات مدرسة السنية
قبل عام واحد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق